الأحد، ٤ مارس ٢٠١٢

العالم الإسلامي وعلاقته بمشكلة تركستان


لم يقف العالم الإسلامي إلى جانب المسلمين الإيجور، وبدلاً من إظهار التضامن مع إخوانهم المسلمين قام البعض منهم -مثل كازخستان وقيرغيستان وطاجكستان وأوزبكاستان- بالتضامن مع الصين لمكافحة ما يسمونه بـ"الأصولية الإسلامية". وأكبر دليل على ذلك يتمثل في مجموعة شنجهاي التي تضم الدول الإسلامية الأربع، إضافةً إلى الصين وروسيا، وعقدت عدة اتفاقيات تعمل على إعادة اللاجئين الإيجور بالقوة إلى بلادهم (سينكيانج)، وهو ما يمثِّل انتهاكًا لمعاهدة الأمم المتحدة للاجئين. كما رفضت كازخستان اللاجئين الإيجور، وأعادتهم قسرًا إلى الإقليم، ورفضت باكستان الطلبة الإيجور، وأغلقت بيوت الضيافة المخصصة لهم في إسلام آباد، وفي غمرة عكوف العالم كله على الحرب الأمريكية ضد الإرهاب تضيع قضية المسلمين الإيجور وسط الزحام، منشغلين بالإرهاب الذي تعرفه أمريكا وَفق رؤيتها، ومتناسين الإرهاب الذي يحدث في إقليم سينكيانج!!

ومع ذلك فقضية الشعب المسلم في تركستان الشرقية لم تجد التأييد الإسلامي، أو محاولة إثارة قضية هذا الشعب حتى في المحافل الدولية.

ونتيجة لسلبية العالم الإسلامي، وعدم اهتمام المسلمين بدعم قضية شعب تركستان الشرقية المسلم، ظلت هذه القضية الإسلامية المهمة محصورةً في عنق الزجاجة الصيني، لا تبرحه إلى الآفاق العالمية أو الإسلامية على حد سواء.

التحرك الإسلامي الشعبي

أما التحرك الإسلامي الشعبي تجاه قضية شعب تركستان الشرقية فيتلخص في أن رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة تقدمت بمذكرة لمؤتمر القمة الإسلامي الذي عُقد في مكة المكرمة عام 1401هـ، جاء فيها: "نتيجة تحسن نظرة حكومة الصين الشعبية للمسلمين، تطالب رابطة العالم الإسلامي الحكومات الإسلامية بالقيام بمساعٍ لدى الصين الشعبية لتحقيق المزيد من الحرية الدينية للمسلمين في تركستان الشرقية -هذا بالنسبة للدول التي لها علاقات مع الصين- وإرسال الوفود الإسلامية بصورة متواصلة إلى تركستان، ومحاولة إيجاد بعض المؤسسات الإسلامية وتقديم المساعدات الثقافية".

الدور المنتظر من الحكومات

1- تستطيع الحكومات بما لديها من إمكانيات ومصالح متبادلة مع الدولة الصينية إرغامها على وضع حد للتجاوزات القمعية العنصرية بحق إخواننا المسلمين في تركستان الشرقية، والوصول إلى حل يرضي هذه الفئة المظلومة، ويعيد إليها حقها في الحياة الكريمة.

2- تستطيع الحكومات تفعيل دور المؤسسات الإسلامية كالأزهر الشريف بمصر؛ للقيام بدورها تجاه هذا الشعب المستضعف.

3- التبادل الثقافي مع الشعب التركستاني واستضافة طلاب تركستان وتعليمهم وتثقيفهم، وإعادتهم إلى بلادهم كوادر متعلمة تنشر العلم وتنهض بالبلاد.

الدور المنتظر من الشعوب

1- الفهم الصحيح للقضية والإلمام بجذورها التاريخية ومراحل تطورها؛ مما سيكون له أعظم الأثر في تحديد أنسب الطرق لعلاج هذه القضية، وتبنِّي أنسب الوسائل المساعدة على حلها.

2- التحرك وبسرعة، ولتكن البداية في الناحية الإعلامية، وذلك بالتوعية والتثقيف وإلقاء الضوء على هذه القضية لوضعها في بؤرة اهتمام الرأي العام؛ حيث إن ما يحدث في تركستان الشرقية من ظلمٍ لا يقل عما يحدث في فلسطين والعراق.

3- الإعانة المادية لدعم أعمال المقاومة الشعبية في تركستان، وذلك بعمل صندوق لدعم تركستان أو عن طريق التبرع لهيئات الإغاثة.

4- الدعاء لهم بالنصر والتثبيت أمام محاولات التذويب من جانب الصين.

5- المواقف الإيجابية تجاه الدولة الصينية بمقاطعة منتجاتها مثلاً، ولنتخيل الضرر الواقع عليها إذا ما قاطعها العرب والمسلمون الذين يمثلون سوقًا رئيسية للمنتجات الصينية.

6- تنظيم فعاليات لدعم المقاومة التركستانية، والتعريف بقضيتهم، ودعوة المنظمات الحكومية والأهلية لتبنِّي القضية والقيام بدور إيجابي تجاهها.

7- المضي قدمًا في إصلاح النفس حتى تكون قادرة على تقديم المساعدة لغيرها، والمشاركة في عمليات الإصلاح المجتمعي حتى يصبح قويًّا ومؤهلاً، بل قادرًا أيضًا على ممارسة الضغوط لحل مثل هذه القضايا.

8- بث الأمل بقرب نصر الله للمؤمنين الصادقين، وإعادة حقوقهم المسلوبة، ومحاسبة الطغاة والمتجبرين؛ وتلك الأيام نداولها بين الناس.

0 comments:

إرسال تعليق